الأربعاء، ربيع الأول ٠٢، ١٤٢٨

سيناريو نهاية عصابة الملثمين بتطوان

انتهت قصة عصابة "الملثمين " بحي" الباريو" بتطوان بتفكيك شبكتهم و تقديمهم لمحكمة الإستئناف بتطوان لتقول كلمتها؛ بتهمة تكوين عصابة إجرامية مختصة في اقتراف السرقة بالعنف تحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء المقترنة بظرف الليل و تعدد الجناة مع حالة العودة. و بتقديم المدعوان "ع.د" و"م.ش" و فرار العنصرين الآخرين من الشبكة تكون المصالح الأمنية قد ختمت بالشمع الأحمر قصص الجرائم التي تناقلها الصغير قبل الكبير في شوارع تطوان.

تكوين عصابة الملثمين.

الأشخاص الذين قدموا للعدالة بتهمة تكوين عصابة هم شباب طائش ناقم على الحياة متمرد على كل شيئ إلى درجة أنهم ربما لا يعرفون الطريق الذي يجرهم إليه عالم الإجرام؛ رغم أن بعضهم سبق له أن مر بتجربة الاعتقال و السجن و مع ذلك عادوا لممارسة و اقتراف نفس الأعمال، هم شباب( يتراوح سنهم ما بين 26 و32 سنة) في أوج الذروة لكن بدون نفع، فعوض أن يفكروا في طريقة بناء مستقبلهم فكروا في الطريق السهل و الأوسخ وهو تكوين عصابة لأجل ارتكاب جرائم السرقة التي في عمومها تقود إلى السجون أكثر مما تقود إلى الجاه .فنفذوا الجريمة تلو الأخرى بعناية فائقة و نجحوا في الفرار من يد العدالة إلى حين.
كانوا يعرفون ما يقومون به حيث يعدون مسرح الجريمة بعد غروب شمس كل يوم؛ يتسلحون بأسلحتهم؛ و منها القبعات التي يخفون بها معالم وجوهم لكي لا يتعرف عليهم الضحايا في ما بعد إذا تم تقديم شكايات بالسرقة. الجزء الثاني من تنفيذ الجرائم كان يرتكز على اختيار الضحية إذ لم يكن يجرأ هؤلاء المتهورون على اعتراض طريق جماعة تزيد عن إثنين أو أشخاص يظهر من شكلهم أنهم يمكن أن لا يستسلموا بسهولة ؛ أي أن جل ضحايا هذه العصابة سيدات ؛تمليذات ؛ مسنات ؛ شيوخ ؛ تلاميذ المدارس ..أضف إلى هذا فإن مسرح الجريمة كان في معظم الأحيان يطوق بحذر بالغ إذ بمجرد أن تدخل الفريسة الشرك يقوم شخصان من العصابة( الذين تم اعتقالهما و تقديمهما للمحاكمة) بالهجوم عليها بعد أن يضعا القبعات على رؤوسهما لإخفاء المعالم و يخرجون سيوفهم لتهديد الضحية في حين يقوم العنصرين الآخرين( اللذين ما زالا في حالة فرار و كانت تتركز مهمتهما داخل هذه الشبكة على هذه المهمة بالإضافة على بيع المسروقات و تصريفها) بحراسة المنطقة من أي مفاجأة قد تؤثر سلبا على سير عملية السطو المسلح؛ الذي كان في الغالب ينتهي بجروح طفيفة أو باستسلام الضحايا دون مقاومة.

شكايات المواطنين.

أمام استفحال ظاهرة السرقة الموصوفة و ازدياد رعب أهالي مناطق "الباريو؛ حي جامع المزوق؛ المستشفى الاسباني .. حومة الحساني الموجودة قرب مصحة الهلال الأحمر" لم يجد السكان من حل إلا التقدم بعريضة استنكارية للجهات الأمنية مشفوعة بتوقيعات لمواطنين عانوا من الهلع الذي أدخلهم فيه مجرمون صغار بسنهم كبيرون بأسلحتهم و جبروتهم؛ حيث استنكروا من خلال نص العريضة ما يتعرض له السكان على يد هذه العصابات الإجرامية المدججة بالأسلحة البيضاء ـ حسب نص العريضة ـ و الذين يعمدون إلى سلب المواطنين أمتعتهم و أموالهم تحت التهديد بالقتل خاصة مع غروب الشمس و في الساعات الأولى من الصباح أي الوقت الذي يتوجه فيه العاملون و العاملات إلى أشغالهم.. و لم يكن ينتظر رجال الأمن غير إشارة قوية للتدخل بكل قوة في هذه الأحياء خاصة و أن المواطنين وعوا أخيرا بأنهم يتحملون جزء من مشاكلهم و أن الحل في يدهم إذا ما أرادوا وضع حد لهذه الجرائم وعدم اللجوء إلى السلبية المغلفة بالتخوف مما يمكن أن يقدم عليه هؤلاء المجرمون فيما بعد..
التحقيق الأولي مكن رجال الأمن من وضع مخطط للإيقاع بهذه العصابة التي أثارت القيل والقال في المدينة؛ خاصة و أنهم و صلوا إلى أكثر من خيط يمكنهم من التعرف على الجناة ..حيث لم تطل المدة ليقع في الشرك أهم عنصرين في الشبكة و اللذين سرعان ما تعرف عليهما الموقعون على عدة شكايات في حقهم ؛ خاصة ضحايا هذه العصابة..و ما زاد من إثبات هويتهما الدليل الذي تم حجزه و المتمثل في القبعات التي كان يستخدمها " الملثمون " في عملياتهم و التي تعرف عليها الأشخاص الذين تعرضوا للسرقة في وقت سابق.

تقديم الجناة للعدالة.

لم يقفل نهائيا الملف المعروف " بعصابة ملثمي تطوان" بسبب وجود عنصرين منها في حالة فرار ؛ غير أن هذا لم يمنع من تقديم المتهمين الأساسيين في هذه القضية للعدالة بتهمة تكوين عصابة إجرامية ..إلا أن هذا ربما لن يضع حدا لمسلسل الجرائم التي ترتكب يوميا سواء بشكل فردي أو جماعي ولن يتوقف نظرا لأن مثيلات هذه العصابة موجودة سواء في تطوان أو باقي المدن إلا أن الدرس الجديد و المهم في هذه القضية هو فعالية المواطنين و مساهمتهم في القضاء على الجريمة المنظمة بما أوتوا من عزيمة مكنتهم من الأخذ بثأرهم و تخليص حيهم و أولادهم من الرعب اليومي الذي نسجته حولهم شبكة"الملثمين".
.........

ليست هناك تعليقات: