الجمعة، ربيع الأول ٠٤، ١٤٢٨

الساسي :"هناك هجرة للشباب من الأحزاب التقليدية إلى الحركات الإسلامية في المغرب"

حاول محمد الساسي( اليسار الإشتراكي الموحد) تفنيد مقولة عزوف الشباب المغربي عن السياسة حينما قدم مجموعة من التحليلات التي تصب في عكس هذا الطرح من خلال عرضه الذي ألقاه بدار الثقافة بمدينة المضيق يوم الجمعة المنصرم و المنظم من طرف جمعية فضاء المضيق للتنمية و الثقافة في موضوع "الشباب و سؤال السياسة" . حيث ارتكز على مجموعة من المعطيات و التمظهرات التي تثبت أن الشباب المغربي لم يعزف أبدا عن السياسة و إنما هناك انتقال من مجال إلى آخر كهجرة الشباب من الأحزاب التقليدية نحو الحركات الإسلامية. و أرجع هذا التغيير لدى الشباب لفقدانه الثقة في الأحزاب التقليدية بسبب اكتفاء هذه الأخيرة بأنصاف الحلول، و التي يراها الشباب تراجعا ضمنيا عن المنحى الأصلي لهذه الأحزاب التقدمية إلى حد ما ، في نفس السياق و دائما من أجل إثبات عدم عزوف الشباب عن السياسة استشهد الساسي بالأنسجة الجمعوية المتكاثرة التي اعتبرها في معظمها تمارس السياسة بشكل أو بآخر؛ بل أنه ذهب إلى اعتبار بعضها متقدم في الطروحات السياسية البديلة أكثر من الأحزاب الحالية نظرا لما يمنحه فضاء هذه الجمعيات من أفق شاسع خصب يتيح للأفكار أن تتبلور بشيئ من الحرية بعيدا عن القيود الحزبية معللا هذا التوجه الجديد بوصول الحزبية في المغرب إلى عنق الزجاجة؛ و هو ما يعني اختناقها كما أن البرغماتية افترستها حيث يبنى كل شيئ على العلاقات الجيدة مع الدولة بمعنى أن جل الأحزاب تخاطب ود و عطف الدولة وهو الشيئ الذي دفع بمجموعة من الملفات إلى المصير المجهول بعد أن أثيرت و تحركت ؛ إلا أن موقف الدولة تجاهها دفع بهذه الأحزاب النفعية إلى التخلي عن هذا الملف أو تجميد ذاك في مقابل علاقات متميزة مع المتحكمين في اللعبة السياسية .
محمد الساسي و خلال هذا اللقاء لم يفوت الفرصة دون أن يقوم بتوجيه نقد لاذع لإمام جماعة العدل و الإحسان و لمحدودية التفكير السياسي لدى جماعته؛ حيث استهتر بأحلام و رؤى عبد السلام ياسين مشيرا في ذات السياق إلى أن العمل الحزبي لا يتأسس أبدا على الأحلام و الرؤى؛ بل على برنامج مضبوط إلا أنه و مع ذلك اعتبر التطرف الديني و الحركة الأصولية مشروعة بالنظر إلى ما تعبر عنه من ظلم و قهر اجتماعي يعيشه حقيقة المغاربة . لذلك عبر هو شخصيا عن رفضه لأي قمع أو حظر لهذه الحركات بل انه ـ وحسب قوله ـ كان من بين المدافعين عن دخول هذه الأحزاب و الحركات للميدان السياسي . هاذا و كان الساسي قد قدم في جزء هام من مداخلته قراءة في كرونولوجية الحركات السياسية الشبابية منذ الإستقلال مرورا بكافة المراحل و التقلبات التي عرفها العمل السياسي الشبابي المغربي في أوقات الذروة إبان فترة السبعينات و بداية الثمانينات بما فيها أوج الحركة الطلابية بمنظمتها العتيدة آن ذاك الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.

ليست هناك تعليقات: