الخميس، محرم ٠٦، ١٤٢٨

نشاط محلي ودولي مكثف لمندوبية الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بتطوان خلال السنة الماضية

عرف قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بولاية تطوان ، التي تلعب بها الصناعة التقليدية دورا أساسيا في التنمية المحلية ، بحكم تنوع أنشطتها وانتشارها الجغرافي ، ومساهمتها في التنشيط الاقتصادي والسياحي وتقوية التكافل الاجتماعي ، سنة 2006 نشاطا مكثفا على الصعيدين المحلي والدولي .فعلى الصعيد المحلي ، سلمت المندوبية الاقليمية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي خلال السنة الماضية ، 47 شهادة في صنف الصناعة التقليدية الفنية الانتاجية ، و29 شهادة في صنف الصناعة التقليدية الخدماتية ، كما سجلت أربع مقاولات حرفية في السجل المحلي للمصدرين للمنتجات التقليدية لمدينة تطوان .وجاء في تقرير أصدرته المندوبية عن أنشطتها للسنة الماضية ، أنها قامت كذلك بدراسة جدوى بشأن إحداث أربع تعاونيات جديدة ، وقبلت وزكت ملفات تأسيس ثلاثة منها تعمل في مجالات الخياطة العصرية والتقليدية ، والنسيج التقليدي ، والقصب ، بكل من تطوان والفنيدق .وللإشارة فإنه توجد بولاية تطوان 19 تعاونية حرفية أربع منها فقط تعتبر من التعاونيات النشيطة ، والباقي تعتبر إما تعاونيات تمارس أنشطتها خارج الاطار القانوني /4 تعاونيات/ أو تعاونيات راكدة تتوفر فيها الشروط الموجبة للحل /6تعاونيات/ أو تعاونيات حديثة /5 تعاونيات/ .أما عدد الجمعيات الحرفية التي تساهم في تنظيم وتأطير وتأهيل الصناع التقليديين والمقاولات إلى جانب الغرف المهنية والمصالح الحكومية التابعة للقطاع ، فتبلغ 20 جمعية بالمنطقة ، تشتغل 8 منها في قطاع الخدمات والمجال النسوي والباقي في قطاع الصناعة التقليدية الانتاجية الفنية .وأشار التقرير إلى أن أداء معظم هذه الجمعيات لا يرقى إلى تطلعات القطاع والصناع التقليديين ، خصوصا فيما يتعلق بالجوانب المتعلقة بالتنظيم والتأطير والتنسيق وإبداء الاستشارة مع الجهات المعنية في إطار برامج تهدف إلى إنعاش وتنمية القطاع محليا .وتميزت السنة الماضية كذلك بإقدام المندوبية الاقليمية بإعداد دليل لامهر الصناع الحرفيين الذين يزاولون نشاطهم على صعيد عمالتي تطوان ، والمضيق ـ الفنيدق .ويتضمن هذا الدليل معلومات عن الصناع الذين يتوفرون على مهارات وإمكانات مهمة على مستوى الانتاج والتصدير في مختلف أصناف الصناعة التقليدية كالطين والاحجار والزليج ، والمعمار التقليدي ، والخشب ، والجلد ، والمعادن ، والنسيج ، والمصنوعات النباتية .وعلى صعيد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ذكر التقرير السنوي أن المندوبية تقدمت بمجموعة من الاقتراحات الهادفة إلى دعم الانشطة المدرة للدخل في قطاع الصناعة التقليدية من بينها إحداث قرية للصناع التقليديين بقطاع الفخار بجماعة الملاليين ، وإعادة تأهيل المدبغة التقليدية بتطوان المدينة ، وإحداث قرية للحدادة الفنية بمرتيل ، وتطوير نمط الانتاج لتعاونية الدرازة بتطوان .كما شاركت المندوبية في أشغال إنجاز مشروع برنامج التنمية المحلية المندمجة الذي يهدف إلى إعداد برنامج تنموي إقليمي يشمل مختلف الجماعات التابعة للولاية . وأشار التقرير إلى أن المندوبية إقترحت في هذا السياق عددا من المشاريع المتعلقة بالقطاع من بينها إقامة منطقة صناعية خاصة بالصناعة التقليدية بمركز أزلا ، وبناء قاعة لتكوين وإرشاد الصناع التقليديين وتفعيل مشروع الفخار النسوي القروي بجماعة بني سعيد ، وإحداث مركز للصناعة التقليدية وتطوير قطاع النسيج التقليدي النسوي القروي بمركز جبل الحبيب ، وإعادة تهيئة مجمع الصناعة التقليدية وترميم وصيانة دار الدباغ بتطوان وغيرها .وقد عرفت السنة الماضية تنظيم الدورة الاولى للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية بتطوان تحت شعار " الصانع التقليدي في قلب التحولات الكبرى للمغرب الجديد " ، شارك فيها 32 صانعا يزاولون حرفا مختلفة من بينها الحدادة والنقش على الخشب والمصنوعات النحاسية والفضية والجلدية وصناعة الفخار والتزويق على الزجاج والحرير والدرازة والطرز والخياطة والصياغة والزرابي . وقد واكب هذا المعرض ، الذي شارك فيها صناع تقليديون ينتمون لجهة طنجة ـ تطوان وكذا من مدينة سلا ، برنامج ثقافي وفني نظم بكلية العلوم بتطوان وشارك فيه أساتذة جامعيون ومفكرون ومهتمون بقضايا الصناعة التقليدية والتنمية المحلية.وعلى صعيد التعاون الدولي في مجال الصناعة التقليدية ، تميزت سنة 2006 بالتوقيع على إتفاقية للتعاون بين المندوبية والمنظمة الاسبانية لتطوير الصناعة التقليدية لصيانة وإعادة ترميم مقر للدباغة بمدينة تطوان ووضعه رهن إشارة إحدى التعاونيات لاستغلاله كمقر لها وتخصيصه جانب منه للإنتاج والتكوين والتشغيل .وقد خصص لهذا المشروع ، الذي قطع أشواطا هامة على طريق التنفيذ ، غلاف مالي يقدر ب 515 ألف أورو .كما تم خلال السنة الماضية التوقيع على إتفاقية للتعاون بين المندوبية ، وغرفة الصناعة التقليدية بتطوان ، والجمعية الاسبانية للتنمية والتضامن بمدينة خيريس الاسبانية ، تنص على إنجاز دراسة في شكل بحث ميداني تهم بالاساس تحديد المناطق التي تتمركز فيها الانشطة التقليدية الفنية الانتاجية والمقاولات الحرفية على الصعيدين الحضري والقروي بالولاية ، لتقوية حظوظ الجمعية في الظفر بعرض أثمان يهم إحداث مركز لانعاش الصناعة التقليدية بالمدينة الاسبانية يحتوي على سوق لعرض وبيع المنتجات التقليدية الاندلسية وكذا المغربية التي يتم إنتاجها بمدينة تطوان .وجدير بالذكر أن مدينة تطوان شكلت لفترة طويلة ملتقى هاما ونقطة تواصل عدة حضارات عربية إسلامية أندلسية بربرية مغربية أصيلة ، مما أثر على واقع الصناعة التقليدية محليا ، وساهم في بروز وتطور العديد من الحرف لاسيما تلك المتعلقة بالمعمار التقليدي حيث برع الحرفيون في إظهار كفاءتهم ومؤهلاتهم المهنية .ومما ساهم في تطور القطاع توفر المنطقة على إمكانيات ومؤهلات غابوية وثروات بحرية وحيوانية ، بالاضافة إلى كميات مهمة من المواد الاولية كالخشب والصوف والجلود والمواد النباتية والطينية ، التي تستغل من طرف الحرفيين بحكم وجود أنشطة حرفية مرتبطة بها .
أحمد بونجمة

ليست هناك تعليقات: